ما توجيه قوله تعالى : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب..) وقوله : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) . وهل قول مجاهد معتبر في تفسير الآية الأولى حيث قال : "أن من عصى الله ، سواء بعلم أم بغير علم ، هو جاهل " ؟ .
أما قول الله تعالى : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء/ 17 .
فالمقصود بالجهالة في الآية : الإقدام على معصية الله ، وليس المقصود أنه لا يعلم من الأصل أن ما يفعله ذنب ومعصية ، فهذا إن تاب من قريب تاب الله عليه ، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب ، وهذا من فضل الله وواسع رحمته بعباده .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قال أبو العالية : سألت أصحاب محمد عن هذه الآية فقالوا لي : كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب ، وكذلك قال سائر المفسرين .
قال مجاهد : كل عاص فهو جاهل حين معصيته ، وقال الحسن وقتادة وعطاء والسدي وغيرهم : إنما سموا جهالا لمعاصيهم ، لا أنهم غير مميزين .
وقال الزجاج : ليس معنى الآية أنهم يجهلون أنه سوء ؛ لأن المسلم لو أتى ما يجهله كان كمن لم يواقع سوءا ؛ وإنما يحتمل أمرين : ( أحدهما ) : أنهم عملوه وهم يجهلون المكروه فيه . والثاني : أنهم أقدموا على بصيرة وعلم بأن عاقبته مكروهة ، وآثروا العاجل على الآجل ؛ فسموا جهالا لإيثارهم القليل على الراحة الكثيرة والعافية الدائمة .
والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل ، وكل خائف منه فهو عالم "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (7 /22) .
وراجع : "تفسير ابن كثير" (2 /235) .
وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/ 135 .
لا يخالف ما تقدم ، ومعنى الآية : أن من صفات عباد الله المتقين أنهم إذا صدر منهم أعمال سيئة كبيرة ، أو ما دون ذلك ، بادروا إلى التوبة والاستغفار ، وذكروا ربهم ، وما توعد به العاصين ووعد به المتقين ، فسألوه المغفرة لذنوبهم ، والستر لعيوبهم ، مع إقلاعهم عنها وندمهم عليها ، فلهذا قال : ( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
ينظر : "تفسير السعدي" (ص 148) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إِذَا أَصَرَّ عَلَى الصَّغِيرَةِ صَارَتْ كَبِيرَةً وَإِذَا تَابَ مِنْهَا غُفِرَتْ ... وَإِذَا تَابَ تَوْبَةً صَحِيحَةً غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، فَإِنْ عَادَ إلَى الذَّنْبِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ أَيْضًا . وَإِذَا تَابَ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ أَيْضًا " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /700) .
[center]
أما قول الله تعالى : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء/ 17 .
فالمقصود بالجهالة في الآية : الإقدام على معصية الله ، وليس المقصود أنه لا يعلم من الأصل أن ما يفعله ذنب ومعصية ، فهذا إن تاب من قريب تاب الله عليه ، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب ، وهذا من فضل الله وواسع رحمته بعباده .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قال أبو العالية : سألت أصحاب محمد عن هذه الآية فقالوا لي : كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب ، وكذلك قال سائر المفسرين .
قال مجاهد : كل عاص فهو جاهل حين معصيته ، وقال الحسن وقتادة وعطاء والسدي وغيرهم : إنما سموا جهالا لمعاصيهم ، لا أنهم غير مميزين .
وقال الزجاج : ليس معنى الآية أنهم يجهلون أنه سوء ؛ لأن المسلم لو أتى ما يجهله كان كمن لم يواقع سوءا ؛ وإنما يحتمل أمرين : ( أحدهما ) : أنهم عملوه وهم يجهلون المكروه فيه . والثاني : أنهم أقدموا على بصيرة وعلم بأن عاقبته مكروهة ، وآثروا العاجل على الآجل ؛ فسموا جهالا لإيثارهم القليل على الراحة الكثيرة والعافية الدائمة .
والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل ، وكل خائف منه فهو عالم "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (7 /22) .
وراجع : "تفسير ابن كثير" (2 /235) .
وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/ 135 .
لا يخالف ما تقدم ، ومعنى الآية : أن من صفات عباد الله المتقين أنهم إذا صدر منهم أعمال سيئة كبيرة ، أو ما دون ذلك ، بادروا إلى التوبة والاستغفار ، وذكروا ربهم ، وما توعد به العاصين ووعد به المتقين ، فسألوه المغفرة لذنوبهم ، والستر لعيوبهم ، مع إقلاعهم عنها وندمهم عليها ، فلهذا قال : ( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
ينظر : "تفسير السعدي" (ص 148) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إِذَا أَصَرَّ عَلَى الصَّغِيرَةِ صَارَتْ كَبِيرَةً وَإِذَا تَابَ مِنْهَا غُفِرَتْ ... وَإِذَا تَابَ تَوْبَةً صَحِيحَةً غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، فَإِنْ عَادَ إلَى الذَّنْبِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ أَيْضًا . وَإِذَا تَابَ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ أَيْضًا " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /700) .
[center]
الأربعاء أبريل 03, 2013 12:42 am من طرف فيز اوروبا
» للبيع: Blackberry Q10, Blackberry Z10 & Blackberry porsche design "Black" 2500AED
الإثنين فبراير 18, 2013 11:08 pm من طرف حسنظبي
» فيز سياحية وتجاريه الى اوروبا وامريكا ..وجميع الدول العربيه
الثلاثاء فبراير 05, 2013 6:33 pm من طرف فيز اوروبا
» كيف تواجهين الضغوط النفسية ؟
الإثنين نوفمبر 26, 2012 6:40 am من طرف شيوخية
» حل المشكلات « هونها وتهون»
الخميس نوفمبر 15, 2012 11:31 pm من طرف شيوخية
» خرج النبي يوما و معه ثمانية دراهم
الأحد نوفمبر 11, 2012 7:40 pm من طرف Admin
» سأل النبي جبرئيل هل انت تضحك؟
الأحد نوفمبر 11, 2012 7:37 pm من طرف Admin
» من يشاهد أفلام الخليعة
الأحد نوفمبر 11, 2012 7:33 pm من طرف Admin
» نام أبراهيم أبن الرسول عليه السلام
الأحد نوفمبر 11, 2012 7:30 pm من طرف Admin